الدين القزويني. وأفتى ودرس بالرواحية والدولعية وغيرهما. وكان يلقي دروساً حافلة، ويورد في دروسه من الأحاديث الطوال حفظاً سرداً من غير توقف. وكان كثير التلاوة، مغتراً بالتجارة رحمه الله.
[سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة]
اتفق المصريون على خلع السلطان الملك الناصر حسن، فخلعوه في رجب. وأقاموا أخاه الملك الصالح صالح. وكان الناصر حسن قد أقام الأمير سيف الدين منجك وزيراً، وبيبغاروس نائباً بالقاهرة، ومغلطاي البوري رأس نوبة. وكان إليهم الحل والعقد، فلما حج بيبغا في العام الماضي توهم الأمراء أنه حج لأمر يريده، فأردفوه بالأمير طاز، فلما قضوا أمر الحج قبض طاز على بيبغا واحتفظ عليه، فقدم به، وبالملك المجاهد صاحب اليمن، وبرميثة صاحب مكة، وبطفيل صاحب المدينة، فهؤلاء أربعة ملوك قدم بهم طاز حتى وطئوا بساط السلطان الملك الناصر، فأنعم على صاحب اليمن ومن معه، وعظم أمر طاز عند الأمراء، فأرادوا إنشاء دولة من جهتهم، فخلعوا الناصر واعتقلوه فكانت دولته نحواً من ثلاث سنين وتسعة أشهر، وسلطنوا الملك الصالح، وقام بتدبير الملك: شيخو، وطاز، وصرغتمش، ولم يكن بهم بأس، فاعتقلوا الوزير منجك، ومغلطاي رأس نوبة، وعزلوا أيتمش من نيابة دمشق في آخر رجب وأحضروه إلى مصر، وأخرجوا بيبغاروس من القاهرة على نيابة حلب في أوائل شعبان.
وولي أرغون الكاملي نيابة دمشق فدخلها من حلب في حادي عشر رمضان.
وفيها مات شيخنا الزاهد عماد الدين أحمد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي والد الحافظ شمس الدين. ثنا عن الشيخ، والفخر.