ومات بدمشق قاضي قضاة الإقليمين جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني الشافعي في نصف جمادى الأولى وله ثلاث وسبعون سنة، ودفن بقابر الصوفية. وكان مولده بالموصل، وتفقه بأبيه، وأخذ الأصول عن الأيكي، وأفتى، ودرس، وناظر، وتخرج به الأصحاب. وكان مليح الشكل، فصيحاً، حسن الأخلاق، غزير العلم، ناب في القضاء لأخيه إمام الدين، ولابن صصرى. ثم ولي خطابة دمشق مدة، ثم قضاءها، ثم قضاء دمشق وأصابه طرف فالج مديدة. وتأسفوا عليه لأياديه وحلمه، والله يسمح لنا وله. حدث عن الفاروثي وغيره.
ومات القاضي الإمام القدوة العابد بدر الدين أبو اليسر محمد بن قاضي القضاة الإمام العادل عز الدين محمد بن عبد القادر الأنصاري بن الصائغ الدمشقي الشافعي، مدرس العمادية، والدماغية، في جمادى الأولى، عن ثلاثٍ وستين سنة. حدث عن ابن شيبان، والفخر، وطائفة. وحفظ التنبيه، ولازم الشيخ برهان الدين زماناً، وجاءه التقليد والتشريف بقضاء القضاة في سنة سبع وعشرين فأصر على الامتناع فأعفي. ثم ولي خطابة القدس وتركها. وكان مقتصداً في أموره، كثير المحاسن، حج غير مرة.
ومات شيخ الأمراء الكبير سيف الدين كجكن المنصوري عن نحو التسعين.
ومات بمصر المعمر الشيخ موفق الدين أحمد بن أحمد بن محمد ابن عثمان بن مكي الشارعي. وكان آخر من حدث بالسماع عن جد أبيه، وكان