وانشىء بحذاء الرباط الناصري جامع للأفرم، وخطب به القاضي شمس الدين بن العز. وحطوا على أهل جيلان عند خربندا، ونبه على أن يكون له نائب، وأنهم يسبون الأشعري وأبا حنيفة، فندب لحربهم خطلوشاه، فسار فكسبت الجيلانيون التتار وبثقوا عليهم من البحر سداً فانهزموا، وقتل بسهم طاغيتهم خطلوشاه الكافر.
وفيها توفي أمير سلاح بدر الدين بكتاش بن عبد الله الصالحي، كبير أمراء مصر، وله غزوات، ومواقف، وكان ذي عقل، ورأيٍ. قارب الثمانين.
ومات رئيس التجار الصدر جمال الدين إبراهيم بن محمد ابن السواملي العراقي، وله ستٌ وسبعون سنة. توفي بشيراز، والسوامل كالطاسات. كان يثقب اللؤلؤ فصمد ألفي درهم، ثم تجر وسار إلى الصين، فتمول وعظم، وضمن العراق من القآن. ورفق بالرعية، وصار له أولاد مثل الملوك، ثم صودر وأخذ منه أموال ضخمة.
ومات فجأةً خطيب دمشق الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الخلاطي ابن إمام الكلاسة، وحمل على الرؤوس، وصلى عليه الأفرم. وكان ديناً، صيناً، مليح الشكل، طيب الصوت، حسن الهدى. روى عن البرهان،