للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعا الى نفسه، وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى الشهيد زيد بن علي، ولم يثبتوا نسبه. فبادر إلى دعوته عبيد أهل البصرة السودان. ومن ثم قيل الزنج، والتف إليه كل صاحب فتنة. حتى استفحل أمره. وهزم جيوش الخليفة. واستباح البصرة وغيرها. وفعل الأفاعيل. وامتدت أيامه الملعونة. إلى أن قتل إلى غير رحمة الله، في سنة سبعين.

وفيها خرج غير واحد من العلوية، وحاربوا بالعجم وغيرها.

وفيها توفي الإمام الحبر، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي التميمي السمرقندي الحافظ، صاحب المسند المشهور، رحل وطوف وسمع النضر بن شميل، وزيد بن هارون وطبقتهما.

قال أبو حاتم: هو إمام أهل زمانه. وقال محمد بن عبد الله بن نمير: غلبنا الدارمي بالحفظ والورع وقال رجاء بن مرجى: ما رأيت أعلم بالحديث منه.

وفيها قتل المعتز بالله أبو عبد الله محمد بن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم محمد بن الرشيد العباسي، في رجب، خلعوه فأشهد على نفسه مكرها. ثم أدخلوه بعد خمسة أيام إلى الحمام فعطش. حتى عاين الموت وهو يطلب الماء، فيمنع. ثم أعطوه ماء بثلج، فشربه وسقط ميتاً، واختف أمه قبيحة، وسبب قتله: أن جماعة من الأتراك قالوا: أعطنا أرزاقنا، فطلب من أمه مالاً فلم تعطه، وكانت ذات أموال عظيمة إلى الغاية، منها جوهر وياقوت وزمرد، قوموه بألفي ألف دينار، ولم يكن بقي إذ ذاك في خزائن الخلافة شيء، فحينئذ أجمعوا على خلعه، ورئيسهم حينئذ، صالح بن وصيف ومحمد ابن بغا، فلبسوا السلاح، وأحاطوا بدار الخلافة، وهجم على المعتز طائفة

<<  <  ج: ص:  >  >>