وفيها أعيدَ مَسْلَمة إلى ولاية أذربيجان وإرمينية. فالتقى خاقان. واقتتلوا قتالاً عظيماً وتحاجزوا، ثم التقوا بعدها فانهزم خاقان.
وفيها غزا المسلمون وهم ثمانية آلاف وعليهم مالك بن شبيب الباهلي فوغل بهم في أرض الروم فحشدوا لهم، والتقوا. فانكسر المسلمون وقتل أميرهم مالك. وقتل معه عبد الوهاب بن بخت مولى بني مروان. وكان موصوفاً بالشجاعة والإقدام. روى عن ابن عمر وأنس. ووثقه أبو زرعة. وكان معه الأمير أبو محمد البطال، ويقال أبو يحيى، واسمه عبد الأنطاكي. أحد الشجعان الذين يضرب بهم المثل. وله مواقف مشهودة. وكان طليعةَ جيش مسلمة. وله اخبارٌ في الجملة. لكن كذبوا عليه، وحملوه من الخرافات والكذب ما لا يحد ولا يوصف.
وفيها توفي فقيه الشام أبو عبد الله مكحوِل مَولى بني هذيل.
أرسل عن طائفة من الصحابة، وسمع من واثِلَة بن الأسقع، وأَنس، وأبي أمامة الباهلي، وخلق. قال ابن إسحاق: سمعته يقول: طفت الأرض في طلب العلم.
وقال أبو حاتم: ما أعلم بالشام أفقه من مكحول.
وقال سعيد بن عبد العزيز: أعطوا مكحولاً مرة عشرة آلاف دينار، فكان يعطى الرجل خمسين ديناراً.
وقال الزّهري: العلماء ثلاثة، فذكر منهم مكحولاً.
وفيها توفي ابو إياس معاوية بن قرّة المدني البصريّ عن ثمانين