ترعة فبثق المسلمون عليها النيل فلم يبق لهم وصول إلى دمياط.
وجاء الأصطول فأخذوا مراكب الفرنج وكانوا مائة كند وثمان مائة فارس فيهم صاحب عكا وخلق من الرجالة.
فلما عاينوا الخذلان بعثوا يطلبون الصلح ويسلمون دمياط إلى الكامل.
فأجابهم ثم جاءه أخواه بالعساكر في رجب.
فعمل سماطًا عظيمًا وأحضر ملوك الفرنج وأنعم عليهم ووقف في خدمته المعظم والأشرف.
وكان يومًا مشهودًا.
وقام راجح الحلي فأنشد قصيدة منها: ونادى لسان الكون فيالأرض رافعًا عقيرته في الخفافين منوشدا أعباد عيسى إن عيسى وحزبه وموسى جميعًا ينصران محمدا وأشار إلى الإخوة الثلاثة.
وفيها توفي الشيخ الزاهد القدوة نجم الدين أبو الجناب أحمد بن عمر ابن محمد الخيوقي الصوفي المحدث شيخ خوارزم.
ويقال له نجم الدين الكبري.
وخيوق من قرى خوارزم.
كان صاحب حديث وسنة وزهد وورع.
له عظمة في النفوس وجاه عظيم.
رحل في الحديث وسمع بهمذان من الحافظ أبي العلاء وبالسكندرية من السلفي وعني بمذهب الشافعي وبالتفسير.
وله تفسير في اثني عشر مجلدًا.
ولما نزلت التتار على خوارزم في هذه السنة خرج لقتالهم في خلق فاستشهدوا على باب البلد.
وعبد المعز بن أبي الفضل بن أحمد أبو روح الهروي البزاز ثم الصوفي مسند العصر.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمس مائة.
وسمع من غنيم الجرجاني وزاهر الشحامي وطبقتهما.
وله مشيخة في جزء.
روى شيئًا كثيرًا.
واستشهد في دخول التتار هراة.
في ربيع الأول.
وهو آخر من كان بينه وبين