ومظفر الدين صاحب إربل الملك المعظم أبو سعيد كوكبوري ابن الأمير زين الدين علي بن كوجك التركماني.
وكوجك بالعربي اللطيف القدر.
ولي مظفر الدين مملكة إربل بعد موت أبيه في سنة ثلاث وستين وله أربع عشرة سنة.
فتعصب عليه أتابكه مجاهد الدين قيماز وكتب محضرًا أنه لا يصلح للملك لصغره.
وأقام أخاه يوسف.
ثم سكن حران مدة.
ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين وتمكن منه وتزوج بأخته ربيعة واقفة مدرسة الصاحبة.
وشهد معه عدة مواقف أبان فيها عن شجاعة وإقدام.
وكان حينئذ على إمرة حران والرها فقدم أخوه يوسف
منجدًا لصلاح الدين.
فاتفق موته على عكا.
فأعطى السلطان صلاح الدين لمظفر إربل وشهرزور وأخذ منه حران والرها.
ودامت أيامه إلى هذا العام.
وكان من أدين الملوك وأجودهم وأكثرهم برًا ومعروفًا على صغر مملكته.
وكان يضرب المثل بما ينفقه كل عام في المولد.
وله مدرستان وأربع خوانك ودار الأرامل ودارالأيتام ودار اللقطاء ومارستان وغير ذلك.
توفي في رابع عشر رمضان.
وابن سلام المحدث الزكي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن سالم بن سلام الدمشقي.
سمع من داود بن ملاعب وابن البن وطبقتهما.
وكان إمامًا فاضلًا متقنًا صالحًا ناسكًا على صغره.
كتب الكثير وحفظ علوم الحديث للحاكم.
ومات في صفر عن إحدى وعشرين عامًا.
وفجع به أبوه.
وابن عنين الصدر شرف الدين أبو المحاسن محمد نصر الله بن مكارم ابن حسن بن عنين الأنصاري الدمشقي الأديب.
وله ديوان مشهور وهجو مؤلم.
وكان بارعًا في معرفة اللغة كثير الفضائل يشتعل ذكاء.
ولم يكن في دينه