للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففهم واحترز، وهرب ليلاً في نفر، وأقبل قرمشي فلم يجده، فوقع القتال، وقتل نحو الثلاثمائة. ثم ساق قرمشي خلف جوبان، ووصل جوبان إلى مرند فأكرمه متوليها، وأمده بخيل ورجال، وقصد تبريز فتلقاه علي شاه الوزير وقبل الأرض له وذهب معه إلى أبي سعيد، فاعتذر أبو سعيد ولعن أولئك، وقال الوزير له: يا ملك الوقت، جوبان والد مشفقٌ وهؤلاء يحسدونه، ولو قتلوه لتمكنوا منك وتعجز عنهم، فجمع القآن العساكر وأقبل من الروم دمرتاش بن جوبان، وأقبل قراسنقر بجموعه في زي عساكر الشام، وسار معهم القآن، فالتقى الجمعان، وذل إيرنجي لما رأى القآن عليهم، ثم انكسر، وقتلت أبطاله، ثم أسر هو وقرمشي، ودقماق، وأخوه، وعقد لهم مجلس فقالوا: ما عملنا شيئاً إلا بأمر الملك، وحاققوا أبا سعيد فصمم وكذبهم. وقال إيرنجي: هذا خطك معي. فجحد وسلمهم إلى جوبان فعذبهم وقتلهم، وتمكن.

وكان إيرنجي جباراً ظالماً، ولي الروم ثم العراق. وكان أبوه البياخ نائب القآن أرغون. وقيل أن جوبان أباد سبعة وثلاثين أميراً ممن خرج عليه، واستباح أموالهم. وكان دقماق ديناً متصدقاً حسن الإسلام محباً في العرب. ثم خمدت الفتنة بعد استئصال كبار المغل.

وفي رمضان جاء بدمشق سيلٌ عظيم وذهب كثيرٌ من مساطب السفرجل، ولم أر قط ماءً أعكر منه، لعل في الرطل منه ثلاث أواق تراب. فخنق سمك بردى وطفا، فأخذه الناس. ثم بعد يوم فرغ الماء وعاد وادي مرج شعبان يبساً كما كان. وكانت سنة قليلة المياه حتى نشفت قناة زملكا.

وجاء كتاب سلطاني بمنع ابن تيمية من فتياه بالكفارة في الحلف بالطلاق، وجمع له القضاة، وعوتب في ذلك، واشتد المنع، فبقي أتباعه يفتون بها خفية. وحج مولانا السلطان من مصر. وفيها كانت الملحمة العظمى بالأندلس بظاهر غرناطة، فقتل فيها من الفرنج

<<  <  ج: ص:  >  >>