وولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة. سمع أباه، وعميه، وابن عبد الدائم. وحضر بمصر على الرشيد العطار. وأفتى ودرس. وله النظم والترسل، والخط المنسوب، والدروس الطويلة، والفصاحة، وحسن الشارة والمكارم، مع دينٍ وحسن سريرة. ولي القضاء إحدى وعشرين سنة.
ومات بقاسيون الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن مسعود الكلبي البدوي ثم الصالحي الفامي، ويعرف بابن سعفور ويلقب بعمى. توفي في ربيع الآخر عن إحدى وثمانين سنة. سمع من المرسي حضوراً، ومن محمد بن عبد الهادي، وخطيب مردا وطائفة. وأجاز له السبط، وكان خيراً، كيساً، متعففاً، منقطعاً.
ومات كبير المتمولين بدمشق شهاب الدين أحمد بن محمد بن القطينة الزرعي، عن ثمانين سنة. ودفن بتربة مليحةٍ بطريق القابون. بلغت زكاته في عام قازان خمسة وعشرين ألفاً، وفي دولة الظاهر كان رأس ماله ألف درهم.
ومات ببعلبك الرئيس جمال الدين عمر بن الياس بن الرشيد وله مائة سنة وسنة.
ومات بدمشق بالمارستان الإمام المحدث اللغوي صفي الدين محمود بن محمد بن حامد الأرموي ثم الدمشقي ثم القرافي الصوفي، في جمادى الآخرة، وله ست وسبعون سنة. سمع الكثير وكتب وتعب واشتهر، وحدث عن النجيب، والكمال بن عبد. وحفظ التنبيه. وحصل له لبسٌ فكان إذا خلا تحدث