ونقض رخام الحائط القبلي من ناحية الجامع الغربية، فوجد الحائط منحدباً، فنقض كأنه تغير من زلزلة، فأخرب إلى الأرض مساحة خمسين ذراعاً، فبني وأحدث فيه محراب للحنفية، وجدد ترخيم حيطان الجامع سوى المقصورة وأركان القبة.
وكان بالفرايين حريق عظيم. ثم جدد بعده قيساريتان. وفيها في المحرم درس العلائي بحلقة ابن صاحب حمص بحضرة القضاة، فأورد درساً باهراً نحو ستمائة سطر.
ومات بالثغر المعمر الإمام القدوة عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي الشافعي، في المحرم، من ولد موسى الكاظم. سمع من والده، وحليمة بنت ولد جمال الإسلام، والبادرائي، وجماعة. وأجاز له ابن يعيش، وابن رواج. ونسخ بالأجرة. وتفرد مع التقوى، والعلم، والورع. عاش تسعين سنة.
ومات ببغداد الإمام الواعظ مسند العراق شيخ المستنصرية عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن البغدادي ابن الخراط الحنبلي، عن تسعين سنة. مات في جمادى الأولى. وكان مولده في ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين، ومرة كتبه في سنة تسع. سمع من عجيبة كثيراً، وابن الخير، وابن قميرة، وأخيه، والأعز بن العليق، وعبد الملك بن قيبا، وطائفة وتفرد.