وكان جواداً ممدحاً محبباً إلى الناس. وصولاً لأقاربه، حسن الأخلاق، حليماً. قصاباً للزنادقة. وكان طويلاً أبيض مليحاً.
يقال إن المنصور خلف في الخزاين مئة ألف ألف، وستين ألف ألف درهم ففرقها المهدي. ولم يل الخلافة أحد أكرم منه، ولا أبخل من أبيه، ويقال إنه أعطى شاعراً مرةً خمسين ألف دينار. ولما مات أرسلوا بالخاتم والقضيب إلى الهادي. فأسرع على البريد، وقدم بغداد، وبلغ في طلب الزنادقة وقتل منهم عدة.
وفيها خرج الحسين بن علي بن حسن بن حسن بن علي الحسيني بالمدينة، وتابعة عدد كثير. وحارب العساكر التي بالمدينة، وقتل مقدمهم خالد البربري. ثم تأهب وخرج في جمع إلى مكة، فالتف عليه خلق كثير. فأقبل عليه ركب العراق معهم جماعة من أمراء بني العباس بعدة وخيل. فالتقوا بفج، فقتل الحسين في مئة من أصحابه.
وقتل الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن الذي خرج أبوه زمن المنصور.
وهرب إدريس بن عبد الله بن حسن إلى المغرب فقام معه أهل طنجة.
وهو جد الشرفاء الإدريسيين. ثم تحيل الرشيد وبعث من سم إديس. فقام بعده ابنه إدريس بن إدريس وتملك مدة.
وفيها توفي أبو السليل عبيد الله بن إياد بن لقيط الكوفي. وله عن أبيه نسخة وكان عريف قومه بني سدوس.