وفيها توفي في صحبة الرشيد شيخ القراءات والنحو الإمام أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي الكوفي الكسائي. أحد السبعة. قرأ على حمزة، وأدب الرشيد وولده الأمين. وهو من تلامذة الخليل.
قال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي.
وفيها توفي في صحبة الرشيد أيضاً بالري قاضي القضاة وفقيه العصر أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني مولاهم. الكوفي المنشأ. ولد بواسط، وعاش سبعاً وخمسين سنة. وسمع أبا حنيفة ومالك بن مغول وطائفة. وكان من أذكياء العالم.
قال أبو عبيد: ما رأيت أعلم بكتاب الله منه.
قال الشافعي: لو أشاء أن أقول تنزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته وقد حملت عنه وقر بختي.
وقال محمد بن الحسن: خلف أبي ثلاثين ألف درهم فأنفقت نصفها على النحو بالري. وأنفقت الباقي على الفقه ولما توفي هو والكسائي قال الرشيد: دفنا الفقه والنحو بالري.