العاص ودعوا إلى الحكم بما في كتاب الله. فأجاب علي رضي الله عنه إلى تحكيم الحاكمين. فاختلف عليه جيشه، وخرجت الخوارج وقالوا: لا حكم إلا لله. وكفروا علياً فحاربهم.
وقال ابن سيرين: افترقوا عن سبعين ألف قتيل يوم صفين يعدون بالقضب. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وفيها توفي خباب بن الأرت التميمي أحد السابقين البدريين وصلى عليه علي بالكوفة.
وفي رمضان اجتمع أبو موسى الأشعري ومن معه من الوجوه، وعمرو بن العاص ومن معه من الوجوه بدومة الجندل للتحكيم، فلم يتفقا لأن عمراً خلا بأبي موسى وخدعه وقال: تكلم قبلي فأنت أفضل مني، وأكثر سابقة.
فقال: أرى أن نخلع علياً ومعاوية. ويختار المسلمون لهم رجلاً يجتمعون عليه.
فقال: هذا الرأي.
فلما خرجا وتكلم أبو موسى وحكم بخلعهما قام عمرو وقال: أما بعد، فإن أبا موسى قد خلع علياً كما سمعتم، وقد وافقته على خلع علي ووليت معاوية.
فسار الشاميون وقد بنوا في الظاهر على هذه الصورة. ورد أصحاب علي إلى الكوفة أن الذي فعله عمرو حيلة وخديعة لا يعبأ بها.