إلى بلخ، فوجدها مغلوقة، ففتحوا له ولجماعة يسيرة، ثم وثبوا عليه، فقيدوه وحملوه إلى إسماعيل، أمير ما وراء النهر، فلما دخل عليه، قام إليه واعتنقه وتأدب معه، فإنه كان في أمراء عمر وغير واحد مثل إسماعيل وأكبر، وبلغ ذلك المعتضد ففرح، وخلع على إسماعيل خلع السلطنة، وقلده خراسان وما وراء النهر، وغير ذلك، وأرسل إليه، يلح عليه في إرسال عمرو بن الليث، فدافع، فلم ينفع، فبعثه وأدخل بغداد على جمل، بعد أن كان يركب في مائة ألف، وسجن ثم خنق وقت موت المعتضد.
وفيها ظهر بالبحرين، أبو سعيد الجنابي القرمطي، وقويت شوكته، وانضم إليه جمع من الأعراب، فعاث وأفسد وقصد البصرة، فحصنها المعتضد، وكان أبو سعيد كيالاً بالبصرة، وجنابة قرية من قرى الأهواز.
قال الصولي: كان أبو سعيد فقيراً يرفو أعدال الدقيق، فخرح إلى البحرين، وانضم إليه طائفة من بقايا الزنج واللصوص، حتى تفاقم أمرم، وهزم جيوش الخليفة مرات.
وقال غيره: ذبح أبو سعيد الجنابي في حمام بقصره، وخلفه ابنه أبو طاهر الجنابي القرمطي، الذي أخذ الحجر الأسود.