الجراح واستخلفه على الجيش وصدرت الكتب إلى البلاد، وأرسلوا الى المقتدر ليتحول من دار الخلافة، فأجاب ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، ومؤنس الخازن، وخاله الأمير غريب، فتحصنوا وأصبح الحسين بن حمدان علىمحاصرتهم. فرموه بالنشاب، وتنادو ونزلوا على حمية، وقصدوا ابن المعتز، فانهزم كل من حوله، وركب ابن المعتز فرساً ومعه وزيره وحاجبه، وقد شهر سيفه، وهو ينادي معاشر العامة: ادعوا لخليفتكم. وقصد سامراً ليثبت بها أمره فلم يتبعه كبير أحد. فخذل ونزل عن فرسه، فدخل دار ابن الجصاص، واختفى وزيره. ووقع النهب والقتل في بغداد، وقتل جماعة من الكبار، واستقام الأمر للمقتدر، ثم أخذ ابن المعتز وقتل سراً، وصودر ابن الجصاص، وقدم بأعباء الخلافة الوزير ابن الفرات. ونشر العدل، واشتغل المقتدر باللعب.
وأما الحسين بن حمدان فأصلح أمره، وبعث إلى ولاية قم وقاشان.
وفيها وصل إلى مصر، أمير أفريقية، زيادة الله بن الأغلب، هارباً من المهتدي عبيد الله، وداعيه أبي عبد الله الشيعي، فوجه إلى العراق.
وفيها مات المحدث أبو جعفر أحمد بن حماد بن مسلم.، أخو عيسى زغبة التجيبي، بمصر في جمادى الأولى، روى عن سعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير وطائفة وعمره أربعاً وتسعين سنة.