من شعبذته، فاذا وثق به، دعاه إلى أنه إله، ثم قيل: إنه سني وإنما يريد قتله الرافضة، ودافع عنه نصر الحاجب قال: وكان في كتبه إنه مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود. وكان الوزير حامد، قد وجد له كتاباً فيه: أن المرء إذا عمل كذا وكذا من الجوع والصدقة ونحو ذلك، أغناه عن الصوم والصلاة والحج، فقام عليه حامد فقتل، وافتى جماعة من العلماء بقتله، وبعث حامد بن العباس بخطوطهم إلى المقتدر، فتوقف المقتدر، فراسله إن هذا قد ذاع كفره وادعاؤه الربوبية، وإن لم يقتل افتتن به الناس، فأذن في قتله، فطلب الوزير صاحب الشرطة، فأمره ان يضربه ألف سوط، فان مات وإلا قطع أربعته، فأحضر وهو يتبختر في قيده، فضرب ألف سوط، ثم قطع يده ورجله، ثم حز رأسه وأحرقت جثته.
وقال ثابت بن سنان: انتهى إلى حامد في وزارته أمر الحلاج، وأنه قدموه على جماعة من الخدم والحشم وأصحاب المقتدر، بأنه يحيى الموتى، وأن الجن يخدمونه ويحضرون إليه ما يريد، وكان محبوساً بدار الخلافة فأحضر جماعة إلى حامد، فاعترفوا أن الحلاج إله، وأنه يحيي الموتى، ثم وافقوه وكاشفوه فأنكر، وكانت زوجة السمري عنده في الاعتقال، فأحضرها حامد فسألها، فقالت: قد قال مرة زوجتك بابني وهو بنيسابور، فإن جرى منه ما تكرهين فصومي واصعدي على السطح على الرماد، وافطري على الرماد وافطري على الملح، واذكري ما تكرهينه، فاني أسمع وأرى، قالت: وكنت نائمة وهو قريب مني فما أحسست إلا وقد غشيني، فانتبهت فزعة، فقال: إنما جئت لأوقظك للصلاة. وقالت لي بنته يوماً اسجدي له فقلت أو يسجد أحد لغير الله؟ وهو يسمعنى، فقال: نعم، إله في السماء وإله في الأرض.