للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دار معز الدولة وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر وصار ثلاثة خلفاء مسمولين، وهو والذي قبله والقاهر، ثم أحضر معزّ الدولة أبا القاسم الفضل بن المقتدر بالله فبايعه ولقَّبه المطيع لله، وله يومئذٍ أربع وثلاثون سنة، وقرر له معز الدولة كل يوم، مائة دينار للنفقة، وانحط دست الخلافة إلى هذه المنزلة، وإيش هي المائة دينار؟ وما هي إلا بقيمة عشرة دنانير في الرخاء، فإن في شعبان، أكلوا ببغداد الميتات والآدميين، ومات الناس على الطرق، وبيع العقار بالرُّغفان. واشترى المطيع كرَّ دقيق بعشرة الآن ألف درهم، وجيّش ناصر الدولة ابن حمدان، وجاء فنزل بسامرّا، فالتقى هو ومعز الدولة، فانكسر معز الدولة، ودخل ناصر الدولة بغداد، وملك الجانب الشرقي، ونزل معز الدولة، ومعه المطيع تبعاً له، ثم تخاذل عسكر ناصر الدولة، فانهزم. ودخل معز الدولة إلى الجانب الشرقي، ووقع النَّهب والحريق فيه، ووضعت الدَّيلم السيف في الناس، وسبوا الحريم.

وفيها توفي قاضي القضاة، أبو الحسن أحمد بن عبد الله الخرقي، ولي قضاء واسط، ثم قضاء مصر، ثم قضاء بغداد، في سنة ثلاثين، وكان قليل العلم إلى الغاية، إنما كان هو وأبوه وأهله من كبار العدول، فتعجّب الناس من ولايته، لكنه ظهرت منه صرامة وعفة وكفاءة.

وفيها أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال

<<  <  ج: ص:  >  >>