وأملى مجالس كثيرة، وكان صاحب حديث، روى عن أبي بكر القطيعي، وأبي عبد الله العسكري، وعلي بن لؤلؤ وطبقتهم، وعاش نيِّفاً وتسعين سنة، توفي في سابع ذي القعدة.
وابو نصر زهير بن الحسين السرخسي الفقيه الشافعي، مفتي خراسان، أخذ ببغداد عن أبي حامد الإسفراييني، ولزمه وعلّق عنه تعليقه مليحة. وروى عن زاهر السرخسي، والمخلّص وجماعة. توفي بسرخس، وقيل توفي في سنة خمس وخمسين، فالله أعلم.
وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار العجلي، أبو الفضل الرازي، الإمام المقرئ الزاهد، أحد العلماء العاملين. قال أبو سعد السمعاني: كان مقرئاً، كثير التصانيف، زاهداً خشن العيش، قانعاً منفرداً عن الناس، يسافر وحده، ويدخل البراري، سمع بمكة من ابن فراس، وبالريّ من جعفر بن فناكي، وبنيسابور من السلمي، وبنسا من محمد بن زهير النسويّ، وبجرجان من أبي نصر الإسماعيلي، وبأصبهان من ابن مندة الحافظ، وببغداد والبصرة والكوفة وحرّان وفارس ودمشق ومصر، وكان من أفراد الدهر.
وأبو حفص الزهراويّ، عمر بن عبيد الله الذهلي القرطبي، محدّث الأندلس مع ابن عبد البرّ، توفي في صفر، عن ثلاث وتسعين سنة، روى عن عبد الوارث بن سفيان، وأبي محمد بن أسد والكبار. ولحقته في آخر عمره فاقة، فكان يستعصى، وتغيّر ذهنه.
والقضاعي، القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر المصري، الفقيه الشافعي، قضي الديار المصرية، ومصنّف كتاب " الشهاب " روى عن أبي