ومسندها، عن اثنتين وتسعين سنة. روى عن محمد بن إبراهيم الجرجاني، وابن محمش وطبقتهما، بأصبهان ونيسابور وبغداد والحجاز.
وأبو بكر بن الخاضبة، محمد بن أحمد بن عبد الباقي البغدادي الحافظ، مفيد بغداد. روى عن أبي بكر الخطيب، وابن المسلمة وطبقتهما، ورحل إلى الشام، وسمع من طائفة، وكان محبّباً إلى الناس كلهم، لدينه وتواضعه ومروءته، ومسارعته في قضاء حوائج الناس، مع الصِّق والورع والصيانة التامة وطيب القراءة.
قال ابن طاهر: ما كان في الدنيا أحدٌ أحسن قراءة للحديث منه. وقال أبو الحسن الفصيحي: ما رأيت في المحدّثين أقوم باللغة من ابن الخاضبة، توفي في ربيع الأول، وشيَّعه خلائق.
وابو عبد الله العميري، محمد بن علي بن محمد الهروي العبد الصالح، في المحرم، وله إحدى وتسعون سنة، وأوّل سماعه، سنة سبع وأربعمئة، وقد رحل إلى نيسابور وبغداد، وروى عن أبي بكر الحيري وطبقته، وكان من أولياء الله تعالى، قال الدقّاق: ليس له نظير بهراة. قال أبو النصر الفامي: توحّد عن أقرانه بالعلم والزهد في الدنيا، وإتقان في الرواية، والتجرد من الدنيا.
وأبو المظفّر السمعاني، منصور بن محمد بن عبد الجبار التميمي المروزي العلامة الحنفي، ثم الشافعي، برع على والده أبي منصور في المذهب، وسمع أبا غانم الكراعي وطائفة، ثم تحوّل شافعياً، وصنّف التصانيف، وخرّج له الأصحاب، توفي في ربيع الأول، عن ثلاث وستين سنة.