فدخل بغداد وتمرّض، ومدَّ جنده أيديهم إلى أموال الرعية، فوصل سنجر ومحمد إلى بغداد، فتقهقر بركياروق إلى واسط، وهو مريض، وأكثر من معه مجمعة، وفي هذا الوقت كثرت الباطنية بالعراق والجبل، وزعيمهم الحسن بن الصبَّاح، فملكوا القلاع، وقطعوا السبل، وأهمّ الناس شأنهم، واستفحل أمرهم، لاشتغال أولاد ملكشاه بنفوسهم.
وفيها حاصر كندفري - الذي أخذ القدس - عكّا، فأصابه سهم قتله، فسار أخوه بغدوين، إلى القدس، فاتفق دقاق بن تتش صاحب دمشق، وجناح الدولة صاحب حمص، وكسروا الفرنج.
وفيها أخذت الفرنج حيفا وأرسوف بالأمان، وأخذت سروج بالسيف، ثم أخذوا قيسارية بالسبف.
وفيها توفي أبو الفضل، أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات الدمشقي، روى عن عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة، ولكنه رافضيّ معتزلي، وله كتب موقوفة بجامع دمشق.
وأبو الفرج الزاز، شيخ الشافعية بخراسان، عبد الرحمن بن أحمد السرخسي، ثم المروزي، تلميذ القاضي حسين، وكان يضرب به المثل في حفظ المذهب، وورعه إليه المنتهى، عاش نيفاً وستين سنة.
وعبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم القشيري، أبو سعيد. وكان صالحاً عالماً كثير الفضل. روى عن علي بن محمد الطرازي وجماعة، وسماعه حضور في الرابعة، من الطرازي. توفي في جمادى الآخرة.