وفيها توفي أحمد بن محمد بن غلبون، أبو عبد الله الخولانيّ القرطبيُّ ثم الإشبيليُّ، وله تسعون سنة. سمّعه أبوه معه من عثمان بن أحمد القيشاطيّ وطائفة. وأجاز له يونس بن عبد الله بن مغيث وأبو عمر الطلنمكيّ، وأبو ذرّ الهرويّ والكبار. وكان صالحاً خيّراً عالي الإسناد منفرداً.
وألب أرسلان صاحب حلب وابن صاحبها رضوان ابن تتش، السلجوقيُّ التركيُّ. تملّك وله ست عشرة سنة. فقتل أخويه بتدبير الباب لؤلؤ، وقتل جماعة من الباطنيّة. وكانوا قد كثروا في دولة أبيه. ثم قدم دمشق ونزل بقلعتها، ثم رجع وفي خدمته طغتكين. وكان سيّيء السيرة فاسقاً. فصله البابا وأقام أخاً له طفلاً له ست سنين. ثم قتل البابا سنة عشرة.
وأبو الوحش سبيع بن المسلِّم الدمشقيُّ المقرئ الضرير. ويعرف بابن قيراط. قرأ لابن عامر على الأهوازيّ ورشأ، وروى الحديث عنهما وعن عبد الوهاب بن برهان. وكان يقرئ من السحر إلى الظهر. توفي في شعبان عن تسع وثمانين سنة.
والنسيب أبو القاسم عليُّ بن إبراهيم بن العباس الحسينّي الدمشقيّ الخطيب الرئيس المحدِّث صاحب " الأجزاء العشرين " التي خرّجها له الخطيب. توفي ربيع الآخر عن أربع وثمانين سنة. قرأ على الأهوازي، وروى عنه وعن سليم، ورشأ، وخلق. وكان ثقةً نبيلاً محتشماً مهيباً سيّداً شريفاً،