وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي الحافظ، مفيد بغداد. سمع الصريفيني وطبقته ومن بعده.
قال أبو سعد: حافظٌ متقنٌ كثير السماع واسع الرواية دائم المبشر سريع الدمعة. جمع وخرّج، لعله ما بقي جزء عالٍ أو نازل إلا قرأه وحصّل به نسخةً.
ولم يتزوج قط. توفي في المحرّم وله ست وسبعون سنة.
وعليّ بن طراد بن محمد الوزير الكبير أبو القاسم الزينبي العباسيّ. وزر للمسترشد والمقتفي، وسمع من عمه أبي نصر الزينبي وأبي القاسم بن البسري. وكان صدراً نبيلاً كامل السؤدد، بعيد الغور، دقيق النظر، ذا رأيٍ ودهاءٍ وإقدامٍ. نهض بأعباء بيعة المقتفي وخلع الراشد في نهارٍ واحد. وكان الناس يتعجبّون من ذلك. ولما تغيّر عليه المقتفي وهمّ بالقبض عليه احتمى منه بدار السلطان مسعود، ثم خلص ولزم داره، واشتغل بالعبادة والخير، إلى أن مات في رمضان. وكان يضرب المثل بحسنه في صباه.
وأبو الفتوح الأسفراييني محمد بن الفضل بن محمد، ويعرف أيضاً بابن المعتمد، الواعظ المتكلِّم. روى عن أبي الحسن بن الأخرم المديني. ووعظ ببغداد.
وجعل شعاره إظهار مذهب الأشعريّ، وبالغ في ذلك حتى هاجت فتنةٌ كبيرة بين الحنابلة والأشعرية. فأخرج من بغداد، فغاب مدةً ثم قدم وأخذ يثير