الحافظ، أحد الأعلام، وعالم أهل الأندلس ومسندهم. ولد سنة ثمان وستين وأربع مئة، ورحل مع أبيه سنة خمس وثمانين، ودخل الشام فسمع من الفقيه نصر المقدسي وأبي الفضل بن الفرات، وببغداد من أبي طلحة النِّعالي وطراد، وبمصر من الخلعي، وتفقه على الغزّالي وأبي بكر الشاشي وأبي الوليد الطرطوشي.
وكان من أهل التفنّن في العلوم والاستبحار فيها، مع الذكاء المفرط. ولي قضاء أشبيلية مدةً، وصرف فأقبل على نشر العلم وتصنيفه في التفسير والحديث والفقه والأصول. توفي بفاس في ربيع الآخر.
وتوشتكين الرضوانيّ مولى ابن رضوان المراتبي. شيخٌ صالح متودّدٌ. روى عن علي بن البسري وعاصم، وتوفي في ذي القعدة عن اثنتين وثمانين سنة.
وأبو الأسعد هبة الرحمان بن عبد الواحد بن الشيخ أبي القاسم القشيريّ النيسابوري، خطيب نيسابور ومسندها. سمع من جدّه حضوراً ومن جدّته فاطمة بنت الدقّاق، ويعقوب بن أحمد الصيرفي وطائفة. وروى الكتب الكبار " كالبخاري " و " مسند أبي عوانة "، ومات في شوال عن سبع وثمانين سنة.
وأبو الوليد بن الدبّاغ يوسف بن عبد العزيز اللخمي الأندي ثم الدش المرسي الحافظ تلميذ أبي علي بن سكّرة. كان إماماً مفتياً رأساً في الحديث وطرقه ورجاله. وعاش خمساً وستين سنة.