رضي الله عنه كان يقول: والله ما نعبأ بلذت العيش، أن نأمر بصغار المِعزى فتُسمط لنا. ونأمر بلباب الحنطة فيخبز لنا، ونأمر بالزبيب فينتبذ لنا في الأسعان، حيى إذا صار مثل عين اليعقوب أكلنا هذا، وشربنا هذا، ولكنا نريد أن نستبقي طيّباتنا لأنا سمعنا الله تعالى يقول:{أَذْهَبْتُمْ طَيّبَاتِكُمْ فِى حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا} - الآية -.
قصته مع أبي موسى الأشعري ووفد البصرة في ذلك
وعند ابن المبارك، وابن سعد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع وفد أهل البصرة قال: فكنا ندخل عليه وله كلَّ يوم خبز يلتُّ؛ وربما وافيناه مأدوماً بسمن أحياناً وأحياناً بزيت وأحياناً بلبن، وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دُقَّت ثم أُغلي بماء، وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل؛ فقال لنا يوماً: إني - والله - لقد أرى تعذيزكم وكراهيتكم طعامي، وإني - والله - لو شئت لكنت أطيبكم طعاماً وأرقَّكم عيشاً، أما - والله - ما أجهل عن كراكر وأسنمة وعن صِلاء وعن صلائق وصِناب. - قال جرير بن حازم: الصِّلاء المشوي، والصِّناب