أحمد نحوه، كما في صفة الصفوة، وعندهما أيضاً عن نافع رضي الله عنه قال: ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قطُّ من آخر سورة البقرة إلا بكى: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}(سورة البقرة، الآية: ٢٨٤) - الآية -، ثم يقول: إنَّ هذا الإحصاء شديد. وعند أبي نعيم أيضاً في الحلية عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءامَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ}(سورة الحديد، الآية: ١٦) بكى حتى يغلبه البكاء. وأخرجه أبو العباس في تاريخه بسنده جيد، كما في الإصابة وأخرج ابن عسد عن يوسف بن ماهَك قال: انطلقت مع ابن عمر إلى عبيد ابن عمير رضي الله عنه وهو يقصُّ على أصحابه، فنظرت إلى ابن عمر فإذا عيناه تُهرِقان؛ وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن يوسف بن ماهَك مختصراً، وعند ابن سعد عن عبيد بن عمير أنه قرأ:{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ}(سورة النساء، الآية: ٤١) حتى ختم الآية فجعل ابن عمر يبكي حتى لثقت لحيته وجيبه من دموعه، قال عبد الله: فحدثني الذي كان إلى جنب ابن عمر قال: لقد رأيت أن أقوم إلى عبيد بن عمير فأقول له: أقصُر عليك؛ فإنك قد آذيت هذا الشيخ.
[(بكاء ابن عباس وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما)]
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن أبي مُلَكية قال: صحبت