وأخرج البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كنا إِذا صَعِدنا كبَّرنا، وإذا نزلنا سبّحنا. وفي رواية أخرى عنده عنه: قال: كنا إذا صعِدنا كبّرنا، وإِذا تصوّبنا سبّحنا، وأخرجه أيضاً النسائي في «اليوم والليلة عن جابر - نحوه؛ كما في العيني.
قول ابن عمر في أنَّ الغزو جزءان
وأخرج بن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: الناس في الغزو جزءان: فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله والتذكير به، ويجتنبون الفساد في السير، ويواسون الصاحب، وينفقون كرائم أموالهم، فهم أشدّ اغتباطاً بما أنفقوا من أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم، فإذا كانوا في مواطن القتال استحيَوا من الله في تلك المواطن أن يطّلع على ريبة في قلوبهم أو خذلانٍ للمسلمين، فإذا قدروا على الغلول طهَّروا منه قلوبهم وأعمالهم؛ فلم يستطع الشيطان أن يفتنهم ولا يُكلِّم قلوبهم؛ فبهم يعزّ الله دينه ويَكبت عدوّه. وأما الجزء الآخر: فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله ولا التذكير به، ولم يجتنبوا الفساد، ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون، وما أنفقوا من أموالهم رأوه مَغْرَماً وحدَّثهم به الشيطان، فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا مع آخرِ الآخرِ والخاذل الخاذل، واعتصموا برؤوس الجبال ينظرون ما يصنع الناس؛ فإذا فتح الله كانوا أشدهم تخاطباً بالكذب؛ فإذا قدروا على الغلول إجترؤوا فيه على الله، وحدثهم الشيطان أنها غنيمة؛ وإِن أصابهم رَخاء بطِروا، وإن أصابهم حَبْس فتنهم الشيطان بالعَرَض؛ فليس