أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه، وكان آخر من بقي ممّن هاجر، وكان قد كُفَّ بصره؛ فلما أجمع على الهجرة كرهت إمرأته ذلك بنت (أبي سفيان بن حرب بن أُمية) ، وجعلت تشير عليه أن يهاجر إلى غيره، فهاجر بأهله وماله مكتتماً من قريش حتى قدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثب أبو سفيان بن حرب فباع داره بمكة، فمرّ بها بعد ذلك أبو جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والعباس بن عبد لمطلب، وحويطب بن عبد العزى وفيها أُهُبٌ معْطُونة، فذرفت عينا عتبة وتمثل ببيت من شعر:
وكلُّ دار وإن طالت سلامتها
يوماً ستدركها النكباء والحوب
قال أبو جهل - وأقبل على العباس - فقال: هذا ما أدخلتم علينا. فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح قام أبو أحمد يَنشُد داره. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان، فقام إلى أبي أحمد فانتحاه، فسكت أبو أحمد عن نشيد داره. قال ابن عباس رضي الله عنهما: وكان أبو أحمد يقول - والنبي صلى الله عليه وسلم متكىء على يده يوم الفتح -: