للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو بكر: والله لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة فإنَّ الزكاة حق المال. والله لو منعوني عِقالاً كانوا يؤدّونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. وتقدم قول أبي بكر: والذي لا إله غيره لو جرِّت الكلاب بأرجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما رددتُ جيشاً وجهه رسول الله، ولا حللت لواءً عقده رسول الله؛ فوجه أسامة رضي الله عنه. أخرجه البيهقي عن أبي هريرة. وعند سَيْف عن عُروة قال أبو بكر رضي الله عنه: والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننتُ أنَّ السباع تخطفني لأنفذتُ بَعْثَ أسامة كما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لم يبقَ في القرى غيري لأنفذته.

وعند ابن عساكر عن عروة قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا أحبس جيشاً بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اجترأت على أمر عظيم فوالذي نفسي بيده لأن تميل عليَّ العرب أحب إليَّ من أن أحبس جيشاً بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم امضِ يا أُسامة في جيشك للوجه الذي أُمرت به، ثم اغزُ حيث أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم من ناحية فلسطين وعلى أهل مؤتة، فإن الله سيكفي ما تركت. وعند سَيْف عن الحسن أن أبا بكر رضي الله عنه أخذ بلية عمر وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب أُؤمِّر غير أمير رسول الله؟. وقد تقدمت تلك الروايات مطوَّلة.

[ما وقع بين عمر وابنته حفصة في أمر اللباس والطعام]

وأخرج أبو نُعَيم في الحِلْية عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قالت حفصة بنت عمر لعمر رضي الله عنهما: يا أمير المؤمنين لو لبست ثوباً هو ألين من ثوبك، وأكلت طعاماً هو أطيب من طعامك، فقد وسَّع الله عز وجل من الرزق وأكثر من الخير فقال: إن سأخصمك إلى نفسك، أما

<<  <  ج: ص:  >  >>