يموت، فيأتيه فيصلِّي عليه ويستغفر له، فربما انصرف عند ذلك وربما مكث حتى يدفن الميت، فكُّنا على ذلك (أيضاً) حيناً، ثم قالوا: والله لو أنا لم نُشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملنا الميت إلى منزله حتى نرسل إليه فيصلِّي عليه عند بيته لكان ذلك أرفق به وإيسر عليه. قال ففعلنا ذلك. قال محمد بن عمر: فمن هناك سُمي ذلك الموضع موضع الجنائز لأن الجنائز حُملت إليه. ثم جرى ذلك من فعل الناس في حمل جنائزهم والصلاة عليها في ذلك الموضع إلى اليوم.
محبة عمر لفاطمة ابنته عليه السلام لمحبته إياها
وأخرج الحاكم عن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا فاطمة، والله ما رأيت أحداً أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك أحب إلي منك. كذا في كنز العمال.
توقير النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإجلاله
[أدب الصحابة في رفعهم البصر إليه عليه السلام]
أخرج الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس، فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلا أبو بكر وعمر، فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما، ويبتسمان إليه وتبتسم إليهما. كذا في الشفاء للقاضي عياض.