وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي الأحوص قال: دخلنا على ابن مسعود رضي الله عنه وعنده بنون ثلاثة كأمثال الدنانير، فجعلنا ننظر إليهم ففطن بنا، فقال: كأنكم تغبطوني بهم؟ قلنا: وهل يُغبط الرجل إلا بمثل هؤلاء؟ فرفع رأسه إلى سقف بيت له قصير قد عشَّش فيه خُطَّاف، فقال: لأن أكون نفضت يديَّ من تراب قبورهم أحب إليَّ من أن يقع بيض هذا الخطاف فينكسر. وعن أبي عثمان عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يجالسه بالكوفة، فبينما هو يوم في صخفَّة له وتحته فلانة وفلانة - امرأتان ذواتا منصب وجمال - وله منهما ولد كأحسن الولد؛ إذ شقشق على رأسه عصور ثم قذف أذى بطنه، فنكته بيده قوال: لأن يموت آل عبد الله ثم أتبعهم أحب إليَّ من أن يموت هذا العصفور.
قول عمر في أسارى بدر
وقد تقدّم قول عمر رضي الله عنه في مشاورة أهل الرأي: والله ما أرى ما رأى أبو بكر؛ ولكن أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين؛ وأيضاً تقدَّمت قصص الأنصار في قطعهم حبال الجاهلية.
محبة النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه
[محبة سعد بن معاذ للنبي عليه السلام]
أسند ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن سعد بن معاذ رضي الله