فبعث إليه بألف دينار وقال: إستعن بها على أمرك، فقالت إمرأته: الحمد لله الذي أعنانا عن خدمتك، فقال لها: فهل لك في خير من ذلك؟ ندفعها إِلى من يأتينا بها أحوج ما نكون إليها، قالت: نعم. فدعا رجلاً من أهل بيته يثق به فصرَّرها صرراً، ثم قال: إنطلق بهذه إلى أرملة آل فلان، وإِلى يتيم آل فلان، وإِلى مسكين آل فلان، وإِلى مُبتَلى آل فلان. فبقيت منها ذُهيبة. فقال: أنفقي هذه، ثم عاد إلى عمله. فقالت: ألا تشتري لنا خادماً؟ ما فعل ذلك المال. قال: سيأتيك أحوج ما تكونين.
[قصة أبي هريرة رضي الله عنه]
أخرج أبو نعيم في الحلية عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أقبل في السوق يحمل حزمة حطب - وهو يومئذٍ خليفة لمروان - فقال: أوسع الطريق للأمير يا ابن أبي مالك، فقلت له: يكفي هذا، فقال: أوسع الطريق للأمير، والحزمة عليه.