تُكتبوا آخر الناس - إنَّ لي صاحبين سلكا طريقاً فإن خالفتما خولف بي، والله ما أدركنا الفضل في الدنيا ولا نرجو ما نرجو من الآخرة من ثواب الله على ما عملنا إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو شرفنا، وقومه أشرف العرب، ثم الأقرب فالأقرب؛ إنَّ العرب شَرُفت برسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل بعضها يلقاه إلى آباء كثيرة، وما بيننا وبين أن نلقاه إلى نسبة ثم لا نفارقه إلى آدم إلا آباء يسيرة، مع ذلك - والله - لئن جاءت الأعاجم بالأعمل وجئنا بغير عمل فهم أوْلى بمحمد منا يوم القيامة، فلا ينظر رجل إلى قرابة، وليعملْ لما عند الله، فإن من قصَّر به عمله لم يسرع به نسبه.
رجوع عمر إلى رأي أبي بكر وعلي رضي الله عنهم في القَسْم
أخرج البزَّار عن عمر بن عبد الله مولى غَفْرة قال: قدم على أبي بكر رضي الله عنه مال من البحرين، فذكر الحديث بطوله كما تقدم، وفيه: فخرج يوم الجمعة - أي عمر رضي الله عنه - فحمد الله وأثنى عليه وقال: قد بلغني مقالة قائلكم: لو قد مات عمر - أو قد مات أمير المؤمنين - أقمنا فلاناً فبايعناه، وكانت إمرة أبي بكر فلتة. أجل، والله لقد كانت فلتة، ومن أين لنا مثل أبي بكر نمد أعناقنا إليه كما نمد أعناقنا إلى أبي بكر؟ وإن أبا بكر رأى رأياً ورأى أبو بكر أن يقسم بالسويَّة، ورأيت أنا أن أفضل فإن أعش إلى هذه السنة فسأرجع إلى رأي أبي بكر فرأيه خير من رأيي - فذكر الحديث. قال الهيثمي: وفيه أبو معشر نجيح ضعيف يعتبر بحديثه.