للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مني؟» فقال: كن خير آخذ، قال: «تشهد أن لا إله إلا الله؟» قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلَّى سبيله؛ فأتى أصحابه وقال: جئتكم من عند خير الناس - ثم ذكر صلاة الخوف. كذا في البداية.

توكل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم توكل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه

أخرج أبو داود في القدر وابن عساكر عن يحيى بن مرة قال: كان علي رضي الله عنه يخرج بالليل إلى المسجد يصلِّي تطوعاً، فجئنا نحرسه، فلما فرغ أتانا فقال: ما يجلسكم؟ قلنا: نحرسك، فقال: أمن أهل السماء تحرسون أم من أهل الأرض؟ قلنا: بل من أهل الأرض، قال: إنَّه لا يكون في الأرض شيء حتى يُقضي في السماء، وليس من أحد إلاّ وقد وُكضل به مَلِكان يدفعان عنه ويكلآنه. حتى يجيىء قدره فإذا جاء قدره خلِّياً بينه وبين قدره، وإنَّ عليَّ من الله جُنَّة حصينة فإذا جاء أجلي كشف عنِّي، وإِنه لا يجد طعم الإِيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

وعندهما أيضاً عن قتادة رضي الله عنه قال: إن آخر ليلة أتت على علي رضي الله عنه جعل لا يستقر، فارتاب به أهله، فجعل يدسُّ بعضهم إلى بعض حتى أجمعوا فناشدوه، قال: إنه ليس من عبد إلا ومعه ملكان يدفعان عنه ما لم يقدَّر - أو قال: ما لم يأت القدر - فإذا أتى القدر خلَّياً بينه وبين القدر، ثم خرج إلى المسجد فقُتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>