وأخرج البيهقي عن مالك بن عمير رضي الله عنه - وكان قد أدرك الجاهلية - قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم، فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم أصبح حتى طعنته بالرمح - أو حتى قتلته -، فسكت عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء آخر فقال: إني لقيت أبي فتركته وأحبب أن يليه غيري، فسكت عنه. قال البيهقي: وهذا مرسل جيد.
[استئذان ابن عبد الله بن أبي في قتل أبيه]
وأخرج البزّار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أُبي وهو في ظل أُطُم فقال: غبَّر علينا ابن أبي كبشة. فقال ابنه عبد الله بن عبد الله رضي الله عنه: يا رسول الله والذي أكرمك لئن شئت لأتيتك برأسه؟ فقال:«لا، ولكن بَرَّ أباك وأحسن صحبته١١» قال الهيثمي: رواه البزّار ورجاله ثقات. وعند الطبراني عن عبد الله بن عبد الله أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل أباه قال:«لا تقتل أباك» .
وعند ابن إساحق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول رضي الله عنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أُبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمر لي به فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لد علمت الخزرج ما كان بها من رجل أبرَّ