للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيعة أبي بكر في السقيفة

وعند ابن إسحاق عن الزُّهري عن أنس رضي الله عنه قال: لما بُويع أبو بكر رضي الله عنه في السقيفة وكان الغد؛ جلس أبو بكر على المنبر فقال عمر رضي الله عنه فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أيها الناس، إني قد كنتُ قلتُ لكم بالأمس مقالة ما كانت، وما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهداً عهدها إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني (قد) كنت أرى أنَّ رسول الله سيدبر أمرنا - يقول: يكون آخرنا - وإنَّ الله قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم: صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني إثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه. فبايع الناس أبا بكر بَيْعة العامة بعد بَيْعة السقيفة.

ثم تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه با هو أهله، ثم قال: أما بعد أيها الناس: فإني قد وُلِّيت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّموني. الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقويّ فيكم ضعيف (عندي) حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يَدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا يُشيع قوم قط الفاحشة إلا عمهم الله بالبلاء؛ أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله. كذا في البداية وقال: هذا إسناد صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>