وأخرج ابن سعد عن أُنيسة قالت: كنَّ جواري الحي يأتين بغنمهن إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فيقول لهن: أتحبون أن أحلب لكن حلب ابن عفراء؟ كذا في المنتخب، وقد تقدّم في سيرة الخلفاء عن عائشة وابن عمر وابن المسيَّب وغيرهم رضي الله عنهم عند ابن سعد وغيره، وفي حديثهم: وكان رجلاً تاجراً، فكان يغدو كل يوم السوق فيبيع ويبتاع، وكانت له قطعة غنم تروح عليه، وربما خرج هو بنفسه فيها وربما كُفِيهَا فرُعيت له، وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا تُحلب لنا منائح دارنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى، لعمري لأحلبنَّها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيِّرني ما دخلت فيه عن خُلُق كنت عليه، فكان يحلب لهم، فربما قال للجارية من الحي: يا جارية أتحبين أن أُرغي لكم أو أصرِّح؟ فربما قالت: أرغ، وربما قالت: صرِّح، فأيّ ذلك قالت فعل.
صور من تواضع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه
وأخرج البخاري في الأدب (ص٨١) عن صالح بياع الأكْسِيَة عن جدته قالت: رأيت علياً رضي الله عنه اشترى تمراً بدرهم فحمله في ملحفته، فقلت له - أو قال له رجل -: أحمل عنك يا أمير المؤمنين، قال: لا، أبو العيال أحق أن يحمل. وأخرجه ابنعساكر كما في المنتخب، وأبو القاسم البَغَوي، كما في البداية عن صالح بنحوه.