فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمَّران فقالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ فقال: بل هو ولو شاء كان. فجاء عمر مُغْضباً حتى وقف على أبي بكر فقال: أخبرني عن هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين، أرض هي لك خاصّة أم هي بين المسلمين عامة؟ قال: بل هي بين المسلمين عامة. قال: فما حملك أن تخصَّ هذين بها دون جماعة المسلمين؟ قال: إستشرت هؤلاء الذين حولي، فأشاروا عليَّ بذلك. قال: فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك أوَكلَّ المسلمين أوْسَعْت مشورة ورضًى؟. فقال أبو بكر: قد كنتُ قلت لك: إنك أقوى على هذا مني ولكنك غلبتني. كذا في الكنز، وعزاه في الإِصابة وإلى البخاري في تاريخه الصغير، ويعقوب بن سفيان وقال بإسناد صحيح؛ وذكر عن علي بن المديني: هذا منقطع لأن عَبِيدة لم يدرك القصة، ولا رُوي عن عمر أنه سمع منه. قال: ولا يُروى عن عمر بأحسن من هذا الإِسناد. انتهى. وأخرجه عبد الرزاق عن طاووس مختصراً، كما في الكنز.
[مسألة خراج البحرين]
وأخرج سيف، وابن عساكر عن الصعب بن عطية بن بلال عن أبيه وعن سهم بن منجاب قالا: خرج الأقرع، والزبرقان إلى أبي بكر - رضي الله عنهم - فقالا: إجعل لنا خراج البحرين ونضمن لك أن لا يرجع من قومنا أحد، ففعل وكتب الكتاب. وكان الذي يختلف بينهم طلحة بن عبيد الله، وأشهدوا شهوداً منهم عمر رضي الله عنه. فلما أُتيَ عمر بالكتاب ونظر فيه لم يشهد ثم قال: ولا كرامة، ثم مزق الكتاب ومحاه. فغضب طلحة وأتى أبا بكر فقال: أنت