في سبيل الله، وفيه: فقال: من يكلؤنا ليلنا؟ فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار، قال: فكونا بفم الشِّعب من الوادي؛ وها عمار بن ياسر، وعباد بن بشر - فذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن إسحاق.
تحمل الأمراض في الجهاد والنفر في سبيل الله قصة أبيّ بن كعب ودعاؤه لتحمل الحمَّى
أخرج ابن عساكر عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ما من شيء يصيب المؤمن في جسده إلا كفّر الله عنه به من الذنوب» . فقال أُبيّ بن كعب رضي الله عنه: اللهمَّ إني أسألك أن لا تزال الحمَّى مصارعة لجسد أُبيّ بن كعب حتى يلقاك؛ لا تمنعه من صلاة، ولا صيام، ولا حجٍ، ولا عُمْرة، ولا جهاد في سبيلك. فارتكبته الحمَّى مكانه، فلم تفارقه حتى مات. وكان في ذلك يشهد الصلاة، ويصوم، ويحج، ويعتمر، ويغزو.
وعنده أيضاً، وعند الإِمام أحمد، وأبي يَعلى من حديث أبي سعيد رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا، ما لنا بها؟ قال:«كفَّارات» قال له أُبيّ: وإنْ قلَّت؟ قال:«وإنْ شوكة فما فوقَها» . قال: فدعا أبيّ على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت، وأن لا يشغله عن حج، ولا عمرة، ولا جهاد في سبيل الله، ولا صلاة مكتوبة في جماعة. فما مسَّه إنسان إلا وجد حرّه حتى مات. كذا في الكنز. قال في الإِصابة: رواه الإِمام أحمد، وأبو يَعلى، وابن أبي الدنيا؛ وصحَّحه ابن