من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ وإليك أن لا تعاصيا، فإما أن تطيعني وإما أن أطيعك. قال: لا، بل أطعني. فأطاع أبو عبيدة وكان عمرو أميراً على البَعْثين كليهما. فوَجَد عمر رضي الله عنه من ذلك قال: أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا؟ ما هذا الرأي فقال أبو عبيدة لعمر: يا ابن أم، إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ وإليه أن لا تتعاصَيا فخشيت إن لم أُطعه أن أعصيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل بيني وبين الناس، وإني - والله - لأطيعنَّه حتى قفُل. فلما قفلوا كلَّم عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لن أُؤمر عليكم بعد هذا إلا منكم» - يريد المهاجرين -. كذا في الكنز.
حق الأمير على الرعية قول عمر رضي الله عنه في هذا الأمر
أخرج هَنَّاد، عن سَلَمة بن شهاب العبدي قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أيتها الرعية إنَّ لنا عليكم حقاً: النصيحة بالغيب، والمعاونة على الخير؛ وإنه ليش شيء أحبَّ إلى الله وأعمَّ نفعاً من حلم إمام ورِفْقه، وليش شيء أبغض إلى الله من جهل إمام وخُرْقه. كذا في الكنز. وأخرجه الطبري عن سلمة بن كُهَيل بمعناه.
وأخرج هَنّاد أيضاً عن عبد الله بن عكيم قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه لا حِلْمَ أحب إلى الله من حلم إمام ورفقه، ولا جهل أبغض