زيد في سبع مائة إلى الشام. فلمَّا نزل بذي خُشُب قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب حول المدينة. فاجتمع إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا بكر رُدّ: هؤلاء، توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة؟ فقال: والذي لا إله غيره لو جرّت الكلابُ بأرجلِ أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ردَدْتُ جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللتُ لواءً عقده رسول الله. فوجَّه أسامة، فجعل لا يمرُّ بقبيل يريدون الإرتداد إِلا قالوا: لولا أنَّ لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقَوا الروم، فلقَوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين، فثبتوا على الإِسلام. كذا في البداية. وأخرجه أيضاً الصابوني في المائتين كما في الكنز، وابن عساكر كما في المختصر عن أبي هريرة رضي الله عنه - بنحوه. قال ابن كثير: عبَّاد بن كثير - أي قي إسناده - هذا أظنه البرمكي لرواية الفِرْيابي عنه، وهو متقارب الحديث، فأما البَصْري الثَّقَفي فمتروك الحديث. انتهى. وقال في كنز العمال: وسنده - أي حديث أبي هريرة - حسن. انتهى.
[قول أبي بكر عند وفاته لعمر رضي الله عنهما]
وأخرج ابن جرير الطبري من طريق سيف: أنَّ أبا بكر مرض بعد مخرج خالد إلى الشام مرضته التي مات فيها بأشهر. فقدم المثنَّى رضي الله عنه وقد أشْفى وعقد لعمر رضي الله عنه فأخبره الخبر. فقال؛ عليّ بعمر. فجاء فقال له: إسمع يا عمر ما أقول لك ثم إعمل به، إنِّي لأرجو أن أموت من يومي هذا - وذلك يوم الإِثنين -، فإن أنا متُّ فلا تمسينّ حتى تندب الناس مع