أحق بالعدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتحلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدموعه ثم قال:«صدق، ومن أحق بالعدل مني؟ لا قدّس الله أمةً لا يأخذ ضعيفها حقّه من شديدها، ولا يتعتعه» ثم قال: «يا خولة، عِدِيه واقضيه، فإنه ليس من غريم يخرج من غريمة راضياً إلا صلَّتْ عليه دوابّ الأرض ونون البحار. وليس من عبد يلوي غريمة وهو يجد إِلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إِثماً» . رواه أحمد بنحوه عن عائشة رضي الله عنها بإسناد جيد قوي. كذا في الترغيب.
عدل أبي بكر الصديق رضي الله عنه حديث عبد الله بن عمرو في هذا وقول الصديق: فمن لي من الله يوم القيامة
أخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قام يوم جمعة فقال: إذا كان بالغداة فأحضروا صدقات الإِبل نقسم، ولا يدخل علينا أحد إلا بإذن. فقالت إمرأة لزوجها: خذ هذا الخِطام لعل الله يرزقنا جملاً. أتى الرجل فوجد أبا بكر، وعمر - رضي الله عنهما - قد دخلا إلى الإِبل فدخل معهما. فالتفت أبو بكر فقال: ما أدخلك علينا؟ ثم أخذ منه الخطام فضربه. فلما فرغ أبو بكر من قَسْم الإِبل دعا بالرجل فأعطاه الخِطام، وقال: إستَقِد. قال له عمر: والله لا يستقيد، لا تجعلْها سُنّة. قال أبو بكر: فمن لي من الله يوم القيامة؟ فقال عمر: أرضِهِ؛ فأمر أبو بكر غلامه أن يأتيه براحلة ورحْلِها وقطيفة، وخمسة دنانير فأرضاه بها. كذا في كنز العمال.