حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله؛ فنزلت:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِى ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدّلَنَّهُمْ مّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِى لاَ يُشْرِكُونَ بِى شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذالِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(النور: ٥٥) . كذا في الكنز. ولفظ الطبراني: عن أبيّ بن كعب قال: لمّا قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة؛ فنزلت:{لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى الاْرْضِ} . قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
غزوة ذات الرِّقاع وما لقيه عليه السلام وأصحابه من الأذى
وأخرح ابن عساكر، وأبو يَعْلى عن أبي موسى رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نَعْتَقِبُه فَنقِبَت أقدامنا (ونقبت قدماي) وسقطت أظفاري، فكنّا نلفُّ على أرجلنا الخِرَق، فسميت الغزوة «ذاتَ الرقاع» لما كنّا نعصِب على أرجلنا من الخِرَق. كذا في الكنز. وأخرجه أيضاً أبو نُعيم في الحلية بنحوه، وزاد: قال أبو بُرْدة: فحدَّث أبو موسى بهذا الحديث ثم ذكر ذلك فقال: ما كنت أصنع أن أذكر هذا الحديث كأنه كره أن يكون شيء من عمله أفشاه. وقال: الله يجزي به.
تحمل الجوع في الدعوة إلى الله ورسوله تحمل محمد صلى الله عليه وسلم الجوع