الجنة؟» فلا يجد أحداً يؤويه ولا ينصره، حتى إنَّ الرجل ليخرج من اليمن أو من مضر فيأتيه قومه وذو رحمة فيقولون: إحذر غلام قريش، لا يفتنكْ ويمضي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع. حتى بعثنا الله إليه من يقرب، فآويناه وصدَّقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويُقرئه القرآن، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم تبقَ در من دور الأنصار إلا وفيه رَهْط من المسلمين يظهرون الإِسلام ثم ائتمروا جميعاً فقلنا، حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف ويطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدمنا عليه في الموسم، فواعدناه شِعْب العَقَبة، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله علام نبايعك؟ - فذكر الحديث. وأخرجه الحاكم وقال: صحيح الإِسناد.
[حديث عروة رضي الله عنه في الباب]
وأخرج الطبراني عن عروة رضي الله عنه مرسلاً قال: لما حضر الموسم حجَّ نفر من الأنصار من بني مازن بن النجار، منهم: معاذ بن عفراء، وأسعد بن زُرارة؛ ومن بني زُرَيق: رافع بن مالك، وذَكوان بن عبد القيس؛ ومن بني عبد الأشهل: أبو الهيثم بن التَّيِّهان، من بني عمرو بن عوف: عُويم بن ساعدة - رضون الله عليهم أمعين -. وأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم خبر الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته، وقرأ عليهم القرآن. فلما سمعوا قوله، أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته، وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إيّاه بصفته وما يدعوهم إليه، فصدَّقوه وآمنوا به، وكانوا من أسباب الخير. ثم قالوا له: قد علمتَ الذي بين الأوس والخزرج من الدماء، ونحن نحبّ ما أرشد الله به أمرك، ونحن لله ولك مجتهدون، وإنا نشير عليك بما ترى، فامكث على إسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرَهم بشأنك وندعوَهم إلى الله ورسوله، فلعلّ الله