أنا أصلِّي وأنام وأصوم وأفطر» . قال لي:«يا عبد الله. أطع أباك» ، فخرج يوم صِفِّين وخرجت معه. قال الهيثمي رواه البزّار ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد وهو ثقة. انتهى.
[اعتذار عبد الله بن عمرو إلى الحسين]
وأخرج الطبراني عن رجاء بن ربيعة قال: كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فسلَّم فرد عليه القوم السلام وسكت عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، ثم رفع ابن عمرو صوته بعد ما سكت القوم فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قالوا: بلى، قال: هو هذا المقفّي، والله ما كلمته كلمة ولا كلمني كلمة منذ ليالي صِفّين، ووالله لأن يرضى عني أحب إليَّ من أن يكون لي مثلُ أُحُد فقال له أبو سعيد رضي الله عنه: ألا تغدو إليه؟ قال: بلى، فتواعدا أن يغدوا إليه وغدوت معهما؛ فاستأذن أبو سعيد فأذن فدخلنا، فاستأذن لابن عمرو فلم يزل به حتى أذن له الحسين فدخل، فلما رآه زحل له وهو جالس إلى جنب الحسين، فمدّه الحسين إليه، فقام ابن عمرو فلم يجلس، فلما رأى ذلك خلا عن أبي سعيد فأزحل له فجلس بينهما، فقصّ أبو سعيد القصة فقال: أكذاك يا ابن عمرو؟ أتعلم أني أحبُّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: إي وربِّ الكعبة إنك لأحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قال: فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صِفِّين؟ والله لأبي خير مني؛ قال: أجل، ولكن عَمْراً شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقل: إن عبد الله يصوم النهار ويقوم الليل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صلِّ ونَمْ، وصم وأفطر، وأطع عَمْراً» فلما كان يوم صِفِّين أقسم عليَّ. والله ما كثَّرت لهم سَواداً، ولا اخترطت