- وكان خاله - يوم «بئر معونة» قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه؛ ثم قال: فُزْت وربِّ الكعبة. وعند الواقدي أن الذي قتله جبّار بن سَلْمى الكِلابي. قال: ولما طعنه بالرمح قال: فُزْتُ وربِّ الكعبة ثم سأل جبار بعد ذلك ما معنى قوله: «فزت» . قالوا: يعني بالجنة. فقال: صدق والله ثم أسلم جبَّار بعد ذلك لذلك. كذا في البداية.
[يوم مؤتة بكاء ابن رواحة عند الخروج وأبياته في سؤال الشهادة]
أخرج ابن إسحاق عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثة إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان، واستعمل عليهم زيد بن حارثة وقال:«إِن أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب على الناس، فإن أُصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس» ، فتجهَّز الناس ثم تهيأوا للخروج؛ وهم ثلاثة آلاف. فلمّا حضر خروجهم ودَّع الناسُ أمراءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلَّموا عليهم، فلمّا وُدِّع عبد الله بن رواحة مع من وُدِّع بكى، فقالوا: ما يُبكيك يا ابن رواحة؟ فقال: - والله - ما بي حبُّ الدنيا ولا صَبَابة بكم، ولكنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار:{وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً} فلست أدري كيف لي بالصَّدَر بعد الورود؟ فقال المسلمون: صحبكم الله، ودفع عنكم وردَّكم إلينا صالحين. فقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه: