للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعلت هذا بأحد منا؟ قال: هذا رجل صالح، حدثني عن أشياء عرفته من شأن رسول بعثه الله تعالى إلينا يُدعى يونس بن متى، فأخبرني أنَّه رسول الله، فضحكا وقالا: لا يفتنْك عن نصرانيتك، إنه رجل يَخدع، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة. انتهى.

وذكر في البداية عن موسى بن عقبة: وقعد له أهل الطائف صفَّيْن على طريقه، فلمّا مرّ جعلوا لا يرفع رجليه ولا يضعهما إِلا رضخوهما بالحجارة حتى أدمَوه، فخلَص منهم وهما يسيلان الدماء. وفيما ذكر ابن إسحاق: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندهم وقد يئس من خير ثقيف، وقد قال لهم - فيما ذُكر لي -: «إن فعلتم ما فعلتم فكتموا عليَّ» ، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ قومه عنه فيُذْئِرهم ذلك عليه. فلم يفعلوا، وأغرَوا به سفهاءهم وعيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس وألجؤوه إِلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وهما فيه، ورجع عنه من سفهاء ثقيف من كان يتبعه. فعَمِد إلى ظل حُبْلة من عنب فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما يلقى نن سفهاء أهل الطائف، وقد لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فيما ذُكر لي - المرأة التي من بني جمح، فقال لها: «ماذا لقينا من أحمائك» .

[دعاؤه صلى الله عليه وسلم عند الرجوع من الطائف]

فلما اطمأن، قال - فيما ذُكر لي -: «اللَّهمَّ إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس. يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكتَه أمري؟ إِن

<<  <  ج: ص:  >  >>