عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات ثم يقول: قد جاءتك معضلة، ثم لا يجاوز قوله فإنَّ حوله لأهل بدر من المهاجرين والأنصار. وأخرج البيهقي، وابن السِمعاني عن ابن شهاب قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا نزل الأمر المعضِل دعا الفتيان فاستشارهم يقتفي حدَّة عقولهم. وعند البيهقي عن ابن سيرين قال: إِنْ كان عمر بن الخطاب ليستشير حتى إِن كان ليستشير المرأة، فربما أبصر في قوله الشيء يستحسنه فيأخذ به. كذا في الكنز.
[خطبة بليغة لعمر في المشاورة]
وأخرج ابن جرير من طريق سيف عن محمد، وطلحة، وزياد بإسنادهم قالوا: خرج عمر حتى نزل على ماء يدعى صِراراً فعسكر به، ولا يدري الناس ما يريد أيسير أم يقيم؟ وكانوا إذا أرادوا أن يسألوه عن شيء رمَوه بعثمان أو بعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما - وكان عثمان يُدعى في إمارة عمر رديفاً - قالوا: والرديف بلسان العرب الذي بعد الرجل، العرب تقول ذلك للرجل الذي يرجونه بعد رئيسهم - وكانوا إذا لم يقدر هذان على علم شيء مما يريدون ثلَّثوا بالعباس رضي الله عنه. فقال عثمان لعمر: ما بلغك؟ ما الذي تريد؟ فنادى الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إليه فأخبرهم الخبر ثم نظر ما يقول الناس، فقال العامة: سِرْ وسِرْ بنا معك، فدخل معهم في رأيهم وكره أن يدَعَهم حتى يُخرجهم منه في رِفْق. فقال: استعدُّوا وأعدُّوا فإني سائر إِلا أن يجيء رأي هو أمثل من ذلك. ثم بعث إلى أهل الرأي فاجتمع إليه وجوه أصحاب النبي