وأخرج أبو داود والطيالسي وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والبيهقي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس يصوم يوم وقال: «لا يُفطرنَّ أحد منكم حتى آذن له» ، فصام الناس حتى إذا أمسَوا، فجعل الرجل يجيء فيقول: يا رسول الله إني ظللت صائماً فائذنْ لي فأفطر. فيأذن له، الرجل والرجل، حتى جاء رجل فقال: يا رسول الله فتاتان من أهل ظلتا صائمتين وإنهما تستحييان أن تأتياك فأذن لهما فلتُفطرا. فأعرض عنه. ثم عاوده فأعرض عنه، ثم عاوده فأعرض عنه، ثم عاوده فأعرض عنه. فقال:«إنهما تصوما وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس؟ اذهب فمُرهما إن كانتا صائمتين فلتستقيئا» فرجع إليهما فأخبرهما استقاءتا، فقاءت كل واحدة علقة من دم. فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال:«والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار» وأخرجه أحمد وابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي من رواية رجل لم يُسمَّ عن عُبَيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه؛ إلا أن أحمد قال: فقال لإحداهما: «قيئي» ، فقاءت قيحاً ودماً وصديداً ولحماً حتى ملأت نصف القدح، ثم قال للأخرى:«قيئي» ، فقاءت من قيح ودم وصديد ولحم عبيط وغيره حتى ملأت القدح. ثم قال:«إنَّ هاتين صامتا عما أحلَّ الله لهما وأفطرنا على ما حرّم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان من لحوم الناس» كذا في الترغيب.
[قصة أبي بكر وعمر مع رجل كان يخدمهما]
وأخرج الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المختارة عن أنس بن مالك