الزهري بمثله، وهكذا ذكره ابن إسحاق عن عبدا لله بن أبي بكر وأن كعب بن عمير قتل يومئذٍ، وذكره أيضاً موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وأبو الأسود عن عروة؛ كما في الإِصابة وقال ذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة أنَّ قصته كانت في ربيع الأول سنة ثمان.
[دعوة ابن أبي العوجاء]
وأخرج البيهقي من طريق الواقدي عن محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزُّهري قال: لمَّا رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمرة القضيَّة رجع في ذي الحِجَّة من سنة سبع، فبعث ابن أبي العَوْجاء السُّلمي رضي الله عنه في خمسين فارساً، فخرج العين إلى قومه فحذَّرهم وأخبرهم، فجمعوا جمعاً كثيراً، وجاءهم ابن أبي العَوْجاء والقوم مُعِدُّون. فلما أن رأوهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأوا جمعهم دعَوْهم إلى الإِسلام، فرشقوهم بالنبل ولم يسمعوا قولهم، وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه فرمَوهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي حتى أحدقوا بهم من كل جانب؛ فقاتل القوم قتالاً شديداً حتى قُتل عامتهم، وأصيب بن أبي العَوْجاء بجراحات كثيرة، فتحامل حتى رجع إِلى