يا أمير المؤمنين؟ قال: لا، عزمت عليك إلا ذهبت فقضيت. قال: لا تعْجَل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«من عاذ بالله فقد عاد بمَعاذ» . قال: نعم. قال: فإني أعوذ بالله أن أكون قاضياً. قال: وما يمنعك وقد كان أبوك يقضي؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان قاضياً، قضى بجهل كان من أهل النار؛ ومن كان قاضياً عالماً فقضى بحق - أو بعدل - سأل التقلب كفافاً» ، فما أرجو بعد هذا؟ قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط، والبزَّار، وأحمد وكلاهما باختصار، ورجاله ثقات؛ وزاد أحمد: فأعفاه وقال: لا تجبرن أحداً. وعند الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أراده عثمان رضي الله عنه على القضاء فأبى وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «القضاة ثلاثة: واحد ناجِ، واثنان في النار، من قضى بالجور أو بالهوى هلك، ومن قضى بالحق نجا» . قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، ورجال الكبير ثقات. ورواه أبو يَعْلى بنحوه. انتهى. وأخرجه ابن سعد عن عبد الله بن مَوْهَب بمعناه مطولاً.
[ما وقع بين ابن عمر وأم المؤمنين حفصة بشأن دومة الجندل]
وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما كان اليوم الذي اجتمع فيه علي ومعاوية رضي الله عنهما بدومة الجندل؛ قالت لي